الخشوع عند قراءة القران

بسم الله الرحمان الرحيم:

قال تعالى: ( الله أنزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ،ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ،ومن يضلل الله فما له من هاد)سورة الزمر/23

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التخشع والتذلل والبكاء عند قراءة القرآن ورغبهم في ذلك ،فقال :"عينان لاتمسهما النار ،عين بكت من خشية الله وعين سهرت في سبيل الله"رواه الترمذي

وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يتلون كتاب الله ويتأثرون بلآياته فتلين جلودهم ،وتدمع عيونهم وتخشع قلوبهم ،فيرفعون أكفهم إلى ربهم ضارعين

يسألونه قبول أعمالهم ويرجون مغفرته ورضوانه.روي أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه رجلا بكاء،وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يصلي بالناس فبكى في قراءته حتى انقطعت قراءته......

قال القرطبي :"مدح الله البكائين في كتابه العزيز مخبرا عن الأنبياء ومن انضاف إليهم من الأولياء (إن الذين اوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا،ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا) الإسراء/107-108 ،وقال Sad

إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا)مريم /58 ....

قال أبوحامد الغزالي :"البكاء مستحب مع القراءة وعندها ،وطريقة تحصيله أن يحصر قلبه الحزن ،بأن يتأمل مافي التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ،ثم يتأمل تقصيره في ذلك ،فإن لم يحضره حزن وبكاء ،فليبك على فقد ذلك،فإنه من أعظم المصائب" التبيان/ص62

هذه حال السلف وصلحائها وخيارها يمر أحدهم على ذكر النار فينخلع قلبه خوفا منها ورهبة من أهوالها ونكالها وخشية من عذابها وآلامها ،ويمر بذكر الجنة ونعيمها ......وقراءة القرآن أفضلمن كل ذكر قال النووي رحمه الله :" واعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار ،وقد تظاهرت الأدلة على ذلك .والله أعلم"

واعلم أخي الكريم أختي الكريمة أن الفرق بين الذي يقرأالقرآن والذي لايقرأ القرآن كالفرق بين الحي والميت،وأن لك بكل حرف عشر حسنات ،والماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة،والذي ييتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران،وأنه يأتي شفيعا لصاحبه يوم القيامة ....إلى غير ذلك من الفضائل التي تؤكدها النصوص الصحيحة من سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . فلا تحرم نفسك من هذا الأجر الوفير والخير العميم في شهر القرآن واجعل لنفسك وقتا تخصصه للقرآن واجتهد في ختمه حسب استطاعتك .وعن الحسن البصري رحمه الله أنه قال :إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم فكانوا يتدبرونها بالليل ،وينفدونها في النهار"

بالإضافة إلى الأجر العظيم والثواب الجزيل ،فكتاب الله شفاء للنفوس ودواء للقلوب من الأهواء والشبهات وعلاج للإبدان من العلل والأمراض والآفات قال تعالى Sad

وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)الإسراء/82

إخواني وأخواتي لاتكونوا من الذين هجر القرآن في شهر القرآن ،كما قال ابن القيم هجر القرآن على أنواع :

1- هجر سماعه والإيمان به و،الاصغاء إليه.

2- هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه .

3- هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .

4- هجر تدبره وتفهمه ومعرفة أراد المتكلم به سبحانه.

5- هجر الاستشفاء والتداوي به.

قال تعالى على لسان نبيه Sad

وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)الفرقان/30

اللهم إنا نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأترت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا

اللهم ذكرنا منه ما نسينا، وعلمنا منه ما جهلنا ،وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضك عنا

المدير العام

مشكورة جزيل الشكر على الموضوع يا غلا تقبل الله منك..

» تعلم كيف تحسن صوتك في قراءة القرآن
» معلومات عن القران
» موقع القران الكريم
» اعجاز ايات القران